إن العلاقة بين الأوقاف ومؤسسات التعليم متجذرة من القدم خاصة في الحضارة الإسلامية التي أولت التعليم أهمية خاصة نابعة من اهتمام الإسلام بالعلم والعلماء. ويشير تاريخ الوقف الإسلامي إلى أن النسبة الغالبة من الأوقاف كانت تذهب إلى الأربطة وحلقات تدريس العلوم الدينية وغيرها. ولم تتوان مؤسسات التعليم في الغرب عن توظيف فكرة الأوقاف لدعم مسيرتها العلمية والبحثية؛ ونمت الأوقاف هناك لتكون أحد أهم روافد تمويل التعليم في الجامعات الرائدة مثل ييل وهارفارد وغيرها ، وهذا من أهم المؤشرات التي تؤكد أن الأوقاف فكرة حية وليست مجرد كلمات في مجلدات. واليوم، رغم بقاء الأوقاف – التي حبست قبل 14 قرناً من الزمن – ماثلة للعيان، إلا أن قطاع التعليم في العالم الإسلامي قد تهاون في تطبيق أسلوب الوقف العلمي. والملاحظ في الوقت الحاضر أن فكرة الوقف قد اضمحلت وأصبح النموذج يأتي من الغرب، ويبدو أن هناك حاجة ماسة لنشوء نموذج وقف تعليمي في المنطقة يبث الحياة من جديد في فكرة الوقف الإسلامي التي ظهرت أساساً من عمق الفكر الإسلامي السبّاق. وانطلاقاً من دورها الريادي وتماشياً مع تطلعات القيادة الرشيدة أنشأت جامعة الملك سعود “برنامج أوقاف الجامعة” بدعم مشكور من خادم الحرمين الشريفين لتحقيق جملة من الأهداف من أهمها بناء نموذج وقف تعليمي ناجح يعزز دور الجامعة في تطوير الأرضية العلمية والثقافية المناسبة لتأهيل الأجيال وقيادة التعليم العالي إلى مستويات عالية من التميز والإبداع. ومشروع أوقاف الجامعة ينطلق اليوم ليسهم في تعزيز القدرات المالية للجامعة ويمكنها من القيام بدورها المنوط في جو من الاستقرار المالي في ظل دعم مستمر من وزارة التعليم العالي وإدارة الجامعة والمتبرعين الأخيار. وهذا الوقف الجامعي العملاق سيركز على دعم الأنشطة التي تؤدي إلى تحسين مستوى الجامعة في التصنيفات العالمية وتعزيز جهود البحث والتطوير والتعليم، ودعم المستشفيات الجامعية والأبحاث الصحية لعلاج الأمراض المزمنة وإجراء الأبحاث المفيدة للبشرية، وتفعيل العلاقة بين الجامعة والمجتمع، تحقيقاً لرسالة الجامعة الأساسية المبنية على تحقيق الشراكة المجتمعية لبناء مجتمع المعرفة. رؤية جامعة الملك سعود التي أطلقتها مؤخراً ترتكز على الشراكة البناءة مع محيطها الكبير لبناء “مجتمع المعرفة” وليس ذلك ببعيد مع الحرص الكبير الذي نلحظه من لدن القيادة الرشيدة لهذا الوطن المعطاء والتشجيع والمؤازرة من قبل أصدقاء الجامعة ومحبيها وإدارتها والتي نعيشها يومياً أثناء جهدنا لتأسيس باكورة مشاريع الأوقاف. والمستهدف هو بناء مجتمع المعرفة الذي ينتج “المعرفة” وهي “أس” النهضة والحضارة في السنوات المقبلة حيث تمثل (قاعدة) الانطلاق التنموي المبني على العلم والمعلومات والبحث والتطوير وتأمل جامعة الملك سعود أن تتمكن من قيادة المجتمع السعودي ليمتلك ناصية المعرفة في عصر تنافسي محموم.
الريادة في الأوقاف التعليمية وتوفير مستقبل مالي مستدام لجامعة الملك سعود
تطوير الأوقاف التعليمية من منظور معاصر عبر الشراكة المجتمعية الفاعلة لتوفير مستقبل مالي مستدام للجامعة ودعم البحث العلمي وإثراء البعد التكافلي وأعمال الخير داخل الجامعة
التعزيز
- تعزيز الموارد المالية الذاتية للجامعة، والمساهمة في الأنشطة التي تعمل على نقل الجامعة للعالمية.
- تعزيز موارد الجامعة الذاتية أسوة بالجامعات العالمية المرموقة لتحفيز الإبداع والتميز على كافة الأصعدة.
- تعزيز أعمال الخير والتكافل الاجتماعي وأعمال البر الأخرى.
الدعم
-
دعم أنشطة البحث والتطوير والتعليم.
-
دعم العلاقة بين الجامعة والمجتمع.
-
دعم المستشفيات الجامعية في علاج الأمراض المزمنة.
التمويل
-
تمويل برامج البحث والتطوير التقني بما يخدم البشرية ويعزز اقتصاديات المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة للوطن.
-
تمويل معامل جامعة الملك سعود الخارجية في مراكز متقدمة للاستفادة من الخبرات العالمية.
الاستقطاب
-
استقطاب وتحفيز الباحثين والمبدعين والموهوبين والمتميزين ورعايتهم.
الموارد
-
زيادة الاستفادة من موارد الجامعة البشرية والبنية التحتية والتجهيزات.